بينما أنا أقلب صفحات رواية "المسخ" للكاتب كفاكا ..التي اقتنيتها منذ زمن - كان قد ازعجني ضعف الترجمة العربية للقصة فلم اكملها في جلسة وآحده كعادتي- !
ألتقطت أذناي صدى صرخات أطفال من بيت الجيرآن -الذين يصادف كونهم كذلك نسبآئنا !- كانت صرخاً ممتزج بخوف ودهشة وكذلك فرح ، وتخالطها أصوات أحتكاك عجلات دراجة نآرية ، وأزيز محركها ،، إذاً الأطفال منتشين باللعب بالدراجة النارية .. سرحت في الكتاب من جديد عندما أنخفضت الصرخات ، قبل أن تعود من جديد .. وهذه المرة أستمعت جيداً لأصوات بنات أخي -أكبرهن بالكاد تتعدى الـسابعة من عمرها- ، لذآ كان من الطبيعي فهم نوبة القلق التي أجتاحتني ، وأنا أهم في النهوض من سريري متمته : "هذآ لا يجوز .. سأطلب مجيئهن حالاً .. قد تؤذيهن هذه الدرآجة ... إلخ " ... أردت أن امنع تعرضهن لهذه النوعية من المخاطر !!!
قبل أن أخرج من غرفتي ، قفز الشيطــآن على كتفي كما في الرسوم المتحركة أو الأفلام الكوميدية - أم ترآه كان ملاكاً !!!.. لم أعد أفرق بينهما على العموم- وهمس في أذني : (( هكذآ هي الحياة .. ))
هكذآ هي الحياة ..
... هكذآ هي الحياة ..
هكذآ هـــي .. الحياة ..
ترددت كثيراً في قعر جمجمتي .. حتى كدت أرآها مكتوبة أمام عيني بألوآن والأضوآء البرآقة !!
الحياة .. هي أن نخاطر ، وأن نستمتع في مخاطرتنا .. الحياة الآن بالنسبة لبنات أخوتي الأطفال .. "أن أتنشق الغبار والتربة وعجلات الدرآجة النارية تزمجر فوقها ، أن أتنشق رآئحة البترول ، أن تلسعني حرآرة المحرك، أن أقع عن الدرآجة .. أو ترتطم بجسدي ، الحياة قطـرآت دم .. وعظم مكسور ،، لتتذكر .. أنك ما زلت تمتلك القدرة على النزيف .. والقدرة على التألم !"
قلتها سابقاً لأختي : "دعي الأطفال يتألمون .. يحبطون .. يشعرون بالجرح .. والوحدة ، لأن هكذآ هي الحياة"
هكذآ ،، أنت تسدي للطفل معروفاً ، تأهله للمستقبل .. المستقبل ليس غرفة نوم وردية .. وملابس أنيقة ، وقبلات من اليمين واليسار !!
الحياة ضنك !
لا أستطيع حماية بنات أختي من المخاطر طوال حياتي ،، ولا أستطيع القول بأنني أحبهن عندما أعزلهن عن خبرة التألم !.. وخبرة المشاركة في الخطر !!
لأن كذلك هي الحياة ..
الحياة ليست أن تقف بجانب الحائط ،، وفي قــآعات الإنتظار بجانب مخارج الهروب الإضطرارية .. ليست ان تقف بجانب الشاطئ مرتدياً سترة الحماية من الغرق .. بينما القوآرب تغـآدر من دونك !!!
الحياة .. أن تشعر بدفق الإدرانيالين في شرآيينك ،، وإنصاتك لدقات قلبك المختنقة .. وتنفسك المضطرب ،، قطرآت العرق ، أو قطرآت الدماء مختلطة بعرقك ..
الحياة .. أن تغرق ! .. أن تتنشق المياة برئتيك "وتحلم أنك ربما أمتلكت خياشيم مخفية في مكانٍ ما" ،، وأن تتخابط قدميك في محاولة لتتنشق الـ هواء / الحياة ..
نعم هذآ هو جدالي اليومي مع والدتي : "دعيهم يتألمون !" وفي دآخلي أصــــــرخ : "دعـــــــووونــي أتألـــــــــــــــــــــــــم !! "
،،
ضربة تحت الحزآم ،، وخــآرج النص :
أنا كمعظم فتيات الخليج ،، نعيش في وآقع يحاول أن يحمينا من كل شي !!
وآقــع .. يخشى على نفسه .. قبل أن يخشى علينا ،، وهذآ هو الصحيح !
فقط .. ليتنا نستيقظ ، ونعلم .. بأن من يحبك ،، لا.. لن يرغب في حمايتك حتى تصبح عاجزاً !!!
خصوصاً إن كان عجزك هذآ .. هو الشي الوحيد .. الذي (يشعره) بــأنه هنالك من يحتاجه !!
وأنك ستظل طوال حياتك .. عآجزاً .. تآبعاً له !!!!
هذآ الشيء .. قد يسمــى بأشيـآء كثيرة .. لكنه لن يسمى أبداً في أي من الأيام : حبـــاً
رائع ما كتبتي ..// M.Z~Canada <<= يسألوني سابقاً
ردحذف(( M.Z~Canada <<= يسألوني سابقاً ))
ردحذفشكراً مس كنــدآ ،،
لا تحتاجين لتعريف ^_^
غاليتي ..,
ردحذفسأكون دوماً متلهفة لـ قراءة كلماتك
( غاليتي ..,
ردحذفسأكون دوماً متلهفة لـ قراءة كلماتك )
يسعـــدني ذلك : )
لذآ كان من الطبيعي فهم نوبة القلق التي أجتاحتني ، وأنا أهم في النهوض من سريري متمتههذآ لا يجوز .. سأطلب مجيئهن حالاً ..
ردحذفقد تؤذيهن هذه الدرآجة ... إلخ " ... أردت أن امنع تعرضهن لهذه النوعية من المخاطر !!!
^
فطرة ، غريزة ، منحة وهبنا اياها رب العباد
أنى لقلوبنا أن ترتاح ونحن نعرف أن شخصاً
عزيزاً علينا ، قد يتعرض للخطر ، لابد من الاهتمام
لابد من احتياطات ، لابد من اتباع نبضات القلب
لا معاكستها . ما كتبه الله سيحدث ،
سواء قمنا بدورنا في حماية هذه الروح او لا
ولكن ألسنا محاسبون ، على اهمالنا لو اهملنا ؟؟
.
( دعيهم يتألمون )
^
كأنك تقولين : لاتكوني أماً أو لاتكوني إنساناً !!
أتقصدين أن نترك هذا الطفل ، وننتظر أن ينكسر
جزء من هيكله العظمي ، لنقول له : هذا هو الألم !!
أم تقصدين أن تترك الفتاة حرة ،
تتصرف بحريتهاالتامة ،
حتى يأتي يوم تعض أصابعها من الندم !!
أتفق معك بأن التوازن مطلوب في كل شيء
ولكن اذا كانت الحياة حتما ستعطي الانسان أسبابا كثيرة للألم
وأشياء كثيرة مؤلمة ، فهو حتما سيتألم في مرحلة
من مراحل عمره ، وربما اغلبها ، اذا لماذا لا نحميه مما لنا القدرة على حمايته منه !!!
وهو سيكون له المجال ليخوض تجاربه بنفسه ~
غاليتي ،،
يوجد ما يجب علينا أن نحافظ عليه ونحميه ، بكل قوتنا ، بفطرتنا التي أعطانا اياه الله ،
فربما بتصرفنا نحفظ شيئاً لو فقدناه لا يمكن أن يعود ~
أقدم لك اعتذاري لو كنت أسأت فهم ماتقصدين ~
تحياتي ودعواتي ~
عزيزتي يــآسمين ،،
ردحذفأنا أتحدث هنا عن حق التجربـة والخبرة،
وهذآ لا يعني عدم الإهتمام مطلقاً .. ولكن الإهتمام بمنطق وحرص ..
معك حق هو سيتألم في مرحلة في عمره .. ولكن ماذا فعلنا نحن لنؤهله لإستقبال الألم والتعامل معه !
أم .. أننا حمينآه لدرجة عجزه عن تقبل الألم لاحقاً !؟
لدرجة تحويل (الطفل / الإنسان) إلى عاجز .. و"مدلل" لا يمتلك إلا توآفه الأمور !
،،
،
بالنسبة للفتاة و (تتصرف بحريتهاالتامة ،
حتى يأتي يوم تعض أصابعها من الندم !!)
لماذا يجب أن تكون الأمور دآئما ًعض أصابع الندم أو الإنعزال التام عن أي مؤثرآت خارجية !؟
لماذا لا تكون هنالك حلول وسط ، حل بين الـ "كبت" والإنحلال ..
بين أن أجعل الشخص أقرب ما يكون لـ "مقعد/معاق" إلى كونه "حر / قادر"
بين أن اجعل الفتاة تحتك بخبرات الحياة .. لأن هذه الفتاة ستتحول يوماً ما .. إلى أم / معلمة/ مديرة/ سيدة أعمال/ وزيرة .. وهي في جميع الحالات مواطن مفيد لوطنه .. موجباً وليس سالب .. أو حملاً يجب الإهتمام به 24/7 !
لذلك يجب أن نكون فرد _سواء فتاة او شاب_ قادر على تحمل مسؤولية وطن .
شكراً عزيزتي ياسمين .. على رأيك ، وكذلك "رأيي يظل رأي يحتمل الصوآب وأضعاف ذلك يحتمل الخطأ" ^_^