14‏/10‏/2010

أنيس .. أنيسٌ دائماً ..

أنيس .. لطالما كان أنيس موجوداً معي ..
تعلقت به والدتي قبل خلقي .. وولدت .. وحبوت على أربع أرآه بين أكف والدتي .. 
تعلمت الحروف .. وشدني الفضول لأتهجاء عناوينه ..
في مرحلة الأعدادية (المتوسطة) أرتبطت بـ "عجائب وغرائب"، "مذكرات شاب غاضب" و ".. شابة غاضبة"
في ثانويتي .. سيطر علي "أشباح وأرواح" لدرجة رغبتي في محاكاة هذه النوعية من القصص ، فحاولت أن أكتب قصة قصيرة عن عجوز أسمها عزيزة .. تلتقي بشبح من الماضي !
أما الذي رآفقني دائماً ..وملأني غيرة لا تنضب ، "200 يوم حول العالم" .. أنيس منصور معي حول العالم وأكثر من 200 يوم بكثير ..!

نعم أنزلقت كتبه من بين أصابعي فترة من الزمان ، ونست يداي أو أنشغلت بآخرين ، بـ غادة السمان زماناً طويلا وانخرطن كاتبات عربيات أخريات في دوامة قرآئاتي .. وسيطرتي علي في فترات تالية محبوبتي - في الروايات الطويلة- التشيكية عربية الأصل "إيزابيل إلليندي" ،، (خارج النص : لقد لاحظت بأننا العرب نحب أن ننسب الكثير من الأمور بأصولها وذكرياتها -القريبة والبعيدة- إلينا ،، ونفتخر جداً .. كأننا صنعناه اليوم بأيدينا أو خلقناه من العدم !!! )
ونقلتني إيزابيل إلى دوامة الكتابات البوليسية والغموض  من خلال المترجمات الغربية العديدة ..

لكن أنيس يظل راسخاً - كفريق رغم تعادله او خسارته في الشوط الأول.. يعود ليربح المباراة في نهايتها !- يعود ليربح أفكاري بإنتصار ساحق .. ليقول : كنت هنا .. وسأظل طويلاً ..
لعل كتابات انيس منصور لا تشدني عاطفتي بقدر ما تشدها غادة السمان ، ولا بقدر ما تشد إيزابيل إلليندي فضولي لقرآءة جديد روآياتها .. انيس يجر عقلي جراً .. ويتحداه ليواكب الأفكار والمعلومات المطروحة .. بل ويدفع جدران عقلي طوعاً أو جبراً لتتسع قليلاً مع كل صفحة أو فصل .. أه يسحر خيالي ، ويغوص بي لعوالم رائعة / بشعة ، لدرجة أنك لا تنتبه انه في النهاية كان يعلمك معلومات علمية بحته أو أفكار فلسفية متشابكه .. فهو في النهاية ودائماً يبقى أستاذ فلسفة في جامعة عين شمس !

أنني بصدق أحب أن اتعلم وبإسراف كذلك أن كان العلم بهذه الشاكلة من الإثارة والعمق "غير مسطح كما أعتدنا في صفوف الدراسة الرتيبة"

لقد تخطيت اليوم - ولذا اكتب- حاجز أنيس الـ كاتب .. إلى أنيس المعلم .. وها أنا هنا أريده أن يكون قدوة فكر وطموح وعلم .. 
لقد عاد ولعي من جديد .. بكتب : "لعنة الفراعنة" ، "الوجودية" ، "الذين هبطوآ من السماء" ، "الذين عادوآ إلى السماء" .. وأخرى جمعتها بين جديد وقديم ..

كم أتمنى أن تكون هذه الصفحة مذكراً لي في المستقبل -في حال أبتعدت كعادتي- أن أعود لكنز يسمى أنيس ، وكذلك دافعاً لأشخاص آخرين أن يحاولوا التعرف أو الإستزاده من أدبه وفلسفته وعلمه ، أقرأ له اليوم .. وغالباً ستعود له في يوم آخر .

لعل لي عودهـ للكتابة عن كتب أو أفكار أعجبتني من قرآئتي لكتبه ، لشراكه بين قلم ملون اليوم .. وقلم ملون المستقبل ....