ربطة رأسي المفضلة
قطعة قماش مربعة الشكل سوداء في معظمها مع الوجه الأصفر المبتسم المشهور وعلامة السلام ممتلئة بألوان قوس قزح المنعشة، ملمسها -رغم تجعيدات التي يحتويها من كثرة الإستخدام- قطني ناعم ودافئ، عندما أثنيها من الوسط لأحولها لشبه مثلث أشعر بالفخر .. فخر القادر على التغيير .. من المربع إلى المثلث ! ليس أمراً كبيراً أن تفعل ذلك .. لكن من الممتع أن تفتخر حتى بتوافه الأمور !
عندما أضعها على رأسي وأحكمها .. أتحول بمشاعري من فتاة مسالمة -نوعاً ما- إلى قرصان واثق من نفسه ، فتلك الربطة تشعرك بأنك تمتلك رأسك وأفكارك وتسيرها كما تحب ، بل وتحجب هذا الأفكار عن الآخرين ، درع قماشي ملون..
عائلتي لا تحب هذه الربطة ! ربما لأنها تشعرهم بما أشعر به ولكن بالعكس .. خصوصاً عندما تغطي الربطة حاجبي ، إحساس ممتع أن ترى حيرة في وجوههم مع رفض لا داعي له !
أحياناً أحب أن أشد الربطة على رأسي، لأحس بنبضات العروق في رأسي كإنضباط دقات الساعة وتدفق الدم في دماغي يذكرني بأنني مازلت كائن حي ، وأن داخلي مصنع قمة في الإتقان ، عامليه يتذمرون عندما أضيق عليهم ممراتهم فيتدافعون بحنق لإنهاء مهمتهم بتوصيل دمي .. لذا ربما ليست من الحكمة إعاقة موظف مسؤول عن إستمرار حياتك !!
لكن اللحظة الأجمل حتماً ليست في إرتداء الربطة ، ولكن لحظة نزعها.. عندمل يتحرر شعرك ويتخلله الهواء البارد ويتنفس بحرية - الحرية دائماً جميلة ومنعشة - ..
أنني ناكرة للمعروف، فعندما أحصل هذه المتعة كلها .. سأخرج من غرفتي مشغلة بأي كان ، بينما ربطتي مرمية على الطاولة ، الأرض، أو الأدراج بإهمال بالغ ، وحيدة هي .. الهواء يداعبها مواسياً أو ربما ساخراً ، وتنتظر .. وتنتظر .. بصبر ووفاء حتى أعود ، أو تعود الخادمة غالباً لترتبها بقسوة ..
في اليوم التالي ، أتذكر حاجاتي للإحساس بدفئها .. فأرتديها .. وأجدها تبتسم لي .. بوجه أصفر شهير ، شكراً ربطتي : )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق